منتدى سوريا فيس بوك
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا وسهلا بك
عزيزي الزائر هذه الرسالة تدل على أنك غير مسجل فتفضل بالتسجيل
لكي ترى المواضيع المختفية عن الزوار
وإن كنت عضو فتفضل بالدخول
ونتمنى منك كل ما هو مفيد لك و لنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى سوريا فيس بوك
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا وسهلا بك
عزيزي الزائر هذه الرسالة تدل على أنك غير مسجل فتفضل بالتسجيل
لكي ترى المواضيع المختفية عن الزوار
وإن كنت عضو فتفضل بالدخول
ونتمنى منك كل ما هو مفيد لك و لنا
منتدى سوريا فيس بوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» حل الانشطة و التدريبات للنواس المرن للبكلوريا العلمي في سوريا
السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 8:59 pm من طرف خادم الصالحين

» الحقيقة عدل الراعي في رعيته من أعظم القربات
السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:38 pm من طرف خادم الصالحين

» الغضب إياك أن تتخذ قراراً وأنت غاضب
السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:36 pm من طرف خادم الصالحين

» ليس بين العبد وربِّه وسيط
السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:31 pm من طرف خادم الصالحين

» السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة
السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:29 pm من طرف خادم الصالحين

» شروط استجابة الدعاء
السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:28 pm من طرف خادم الصالحين

» السعادة والشقاء مصدرها القلب
السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:24 pm من طرف خادم الصالحين

» أكبر عقاب يصيب الإنسان في الدنيا
السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:21 pm من طرف خادم الصالحين

» لعقيدة الاسلامية - اسماء الله الحسنى - : اسم الله القريب
السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 29, 2017 10:16 pm من طرف خادم الصالحين

» شوفو شغلي الجديد
السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 28, 2017 12:36 am من طرف عقبة

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى سوريا فيس بوك على موقع حفض الصفحات

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 18 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 18 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 290 بتاريخ الخميس أكتوبر 03, 2024 9:09 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 510 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو الياس0 فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 1464 مساهمة في هذا المنتدى في 1369 موضوع
دخول

لقد نسيت كلمة السر


السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة

اذهب الى الأسفل

السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة Empty السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة

مُساهمة من طرف خادم الصالحين الأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:29 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
الأستاذ جميل :
السلام عليكم ورحمة الله أيها الأخوة والأحبة ، أسعد الله أوقاتكم بكل خير ، وأهلاً بكم في لقاء جديد في برنامجنا عقل وقلب .
نتحدث في هذه الحلقة بمشيئة الله عن صفات معينة تشقي أصحابها ، تهوي بهم في مهاوي الردى ، يحزنهم الفزع الأكبر يوم القيامة لأنهم فرطوا في حياتهم ، وما قدموا إلا السيئ من أعمالهم ، حديثنا عمن لا يحبهم الله ، جعلنا الله وإياكم من أحبابه وأصفيائه اللهم آمين .
ضيفنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، الداعية الإسلامي ، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية في كليات الشريعة وأصول الدين بدمشق ، أهلاً بكم فضيلة الدكتور .
الدكتور راتب :
بكم أستاذ جميل جزاك الله خيراً .
الأستاذ جميل :
فضيلة الدكتور لاشك أن الخسارة جسيمة ، والمصيبة فادحة ، إن قدم العبد على ربه فوجده عليه غضبان ، بداية وقبل الخوض في صفات من لا يحبهم الله ، هل لك أن تحدثنا عن قيمة الحب ، ومعنى أن الله يحب فلاناً ، أو لا يحبه .

المعيشة الضنك تصيب أي مُعرض عن الله عز وجل :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أستاذ جميل ، إذا أحبك الله هذا يعد قمة النجاح ، إذا وصلت إلى الله وصلت إلى كل شيء ، وإذا أحبك الله أحبك كل مخلوق ، وإذا أحبك الله وفقك ، وأيدك ، ونصرك ، وألقى في قلبك الأمن ، والأمن من الصفات التي تعز على معظم الناس ، إذا أحبك الله وهبك الحكمة ، إذا أحبك الله منحك الرضا ، إذا أحبك الله تولى حفظك ، إذا أحبك الله خدمك أعداؤك .
وتحدثنا عن هذا كثيراً في لقاءات سابقة ، والعكس فإذا وقع العبد في غضب الله وابتعد عن محبته فقد هويته ، فقد أمنه ، فقد استقراره ، شعر بالإحباط ، شعر بالضيق ، يتحرك حركة عشوائية ، ليست هادفة ، فقد نعمة الأمن ، فقد نعمة التوفيق ، فقد نعمة التأييد ، فقد نعمة النصر ، فقد السعادة النفسية ، فقد الرضا ، عاش حياة صاخبة لكنها في أعماق الإنسان حياة ليست صاخبة ، ولكنها مأساوية ، فلذلك :
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
([تفسير ابن كثير]
يكفي أن الله سبحانه وتعالى يقول :
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
( سورة طه )
المعيشة الضنك تصيب أي معرض كائن من كان ، ولو كان غنياً ، وقوياً تساءل بعض العلماء : كيف تكون المعيشة الضنك للملوك الذين شردوا على الله ؟ وكيف تكون المعيشة الضنك لمن معهم أموال لا تفنى ؟ الجواب : ضيق القلب .

الإنسان يسعد بقلبه ويشقى بقلبه :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الإنسان يسعد بقلبه ، ويشقى بقلبه ، قد يكون في بيت متواضع جداً ، قد يكون في الغار كما كان النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد يكون في الكهف ، وقد يكون في النار كسيدنا إبراهيم ، وفي هذه الأماكن الصعبة كانوا في أسعد حالاتهم لأنهم مع ربهم ، وقد يسكنوا في قصر منيف ، وفي بحبوحة خيالية ، وفي قوة ما بعدها قوة ، وفي صحة تامة ، ويقول أنا أشقى الناس ،
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
هناك كلمة يرددها الدعاة كثيراً ، أنا كنت أرددها ثم أحجمت عن تردادها ، ثم عدت ورددتها ، هذه الكلمة هي كما يلي : لو يعلم الملوك ما نحن عليه لقاتلونا عليها ، حجمت عن تردادها ، ثم وجدت الذي قال هذه الكلمة كان ملكاً ، هي كلمة صادقة من ملك ، هذا الملك مدفون في جبلة (إبراهيم بن الأدهم)قال : لو يعلم الملوك ما نحن عليه لقاتلونا عليها بالسيوف ، الشعر الذي يصح في هذا المقام :
ليتك تحلو والحياة مـــريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامـر وبيني وبين العالم خــراب
إذا صحّ منك الوصل فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
* * *
أنا لا أجد عقاباً في الأرض يصيب إنساناً كأي يكون محجوباً عن الله ، لأن الله لا يحبه .
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾
( سورة المطففين )
الحجب عن الله عز وجل أكبر عقاب يصيب الإنسان في الدنيا :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذا المنحرف ، الظالم ، المعتدي ، الطاغي ، الذي يؤذي عباد الله ، الذي يبني مجده على أنقاض الناس ، يبني قوته على إضعافهم ، يبني حياته على موتهم ، يبني غناه على موتهم ، يبني عزه على إذلالهم ، هذا في غضب الله ، وفي مقت الله ، وفي لعنة الله والله لا يحبه ، وإذا أحبك الله أحبك كل شيء ، وإذا وقع الإنسان في عمل لا يرضي الله شعر بجفوة ، وشعر بوحشة ، وشعر بضياع ، وشعر بإحباط ، وشعر بقلق ، وشعر بتفاهة ، وهذا مصداق قوله تعالى مرة ثانية :
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
أستاذ جميل ، الذي يشد الإنسان إلى الله هذه الصلة ، هذا الشعور بالود ، هذا الشعور أن الله يحبك ، هذا الشعور أن الله أقوى الأقوياء معك ، هذا الشعور أن الله أغنى الأغنياء معك ، هذا الشعور أن الله أرحم الراحمين معك ، إذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الكلام اللطيف :
(( حينما يرجع العبد إلى الله ينادى منادٍ في السماوات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله ))
([ورد في الأثر]
من أحبه الله عز وجل فاز فوزاً عظيماً :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أحياناً إنسان يعتصم بالله ، الله يعلم صدق نيته ، فتكيده أهل السماوات والأرض ، الله عز وجل يجعل له من بين ذلك مخرجاً ، وأحياناً إنسان لضعف إيمانه ، ولضيق أفقه ، ولشرك متمكن فيه ، يعتمد على مخلوق دون الله ، يعرف الله ذلك من نيته ، عندئذٍ يجعل الله الأرض هوياً تحت قدميه ، ويقطع أسباب السماء بين يديه ، أن يحبك خالق السماوات والأرض القوي ، الغني ، الرحيم ، الذي بيده كل شيء ، بيده مقاليد السماوات والأرض ، بيده كل الأقوياء ، إذا أحبك خالق السماوات والأرض فأنت في قمة النجاح ، وفي قمة الفوز ، وفي قمة التألق ، وفي قمة القوة .
الأستاذ جميل :
فضيلة الدكتور ، ذكرنا فيما مضى أن محبة الله سبحانه وتعالى لعباده محبة وصفية وليست شخصية ، من كانت فيه صفة التوبة ، صفة الطهارة ، صفة الإحسان ، أحبه الله ، كائناً من كان ، وفق هذا القانون ، فما هو قانون الكره ؟ من الذين لا يحبهم الله ؟
المفسد إنسان لا يحبه الله عز وجل :
الدكتور راتب :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والله ببساطة ما بعدها بساطة لو رجعنا إلى كتاب الله ، أو لو استخدمنا الحاسوب ووضعنا هذا السؤال : إن الله لا يحب ، تأتي قائمة تزيد عن عشرة أنواع من البشر لا يحبهم الله عز وجل ، من هذه الأنواع :
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾
( سورة القصص )
الماء صفاته الأساسية أنه لا لون له ، ولا طعم له ، ولا رائحة ، فإذا كان له لون ، أو كانت له رائحة كريهة ، أو كان له طعم غير مستساغ ، نقول ماء فاسد ، هذا مثل .
الله عز وجل خلق الإنسان طاهراً ، أي إفساد ، أن نعلمه الكذب ، أن نعلمه النفاق ، أن نعلم الفتاة التفلت ، أن نعلم الفتاة أن تحب من تشاء ، لا وفق منهج الله ، حينما نغري الإنسان بالخروج عن منهج الله ، حينما نغري الإنسان أن يأخذ ما ليس له ، حينما نغري الإنسان أن يعتدي على أعراض الآخرين ، حينما نغري الإنسان ألا يطيع ربه ، حينما نغري الإنسان أن يلتفت إلى الدنيا ، أن يغب منها ، أن يأخذ المال بأي طريق مشروع أو غير مشروع ، حينما نغري الإنسان ألا يعبأ بهذه القيم التي جاء بها الدين العظيم ، حينما نغري الإنسان أن ينغمس في الملذات إلى قمة رأسه ، عندئذٍ نكون قد أفسدناه .

من وفقه الله لهداية إنسان خير له من الدنيا و ما فيها :
يقابل ذلك : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
(( يا علي لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس ))
([ أخرجه الحاكم عن أبي رافع ]
(( خير لكَ من حُمْرِ النَّعَم ))
([أخرجه أبو داود عن سهل بن سعد الساعدي ]
خير لك من الدنيا وما فيها ، فكما أن الذي يوفقه الله لهداية إنسان هو في أعلى مقام عند الله ، الذي يفسد إنساناً ، يصرفه عن الله ، هذا وقع في أكبر خطأ يستحق مقت الله وغضبه ، ولعنته ، وبغضه .
فلذلك نعوذ بالله أن يكون الإنسان سبباً لإفساد الخلق .
الأستاذ جميل :
حديثنا اليوم خطر ، فقد يكون أحدنا متلبس بخلق ، بصفة تبعده عن ربه ، كنا نتكلم مع فضيلة الدكتور عن الإفساد ، فضيلة الدكتور ، أليس الإسراف ، المسرف أليس مفرط بالنعم ؟ أليس هو هادر للثروات ؟ والمسرفون هؤلاء يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، فما هو السرف الذي لا يحب الله صاحبه ؟ .

التبذير و الإسراف :
الدكتور راتب :
هو نحتاج إلى تمهيد ، الشيطان يغري الإنسان بالكفر ، فإن رآه على إيمان وسوس له بالشرك ، إن رآه على توحيد وسوس له بكبيرة ، إن رآه على طاعة وسوس له بصغيرة ، إن رآه على ورع حاول أن يكفر ، أو أن يُشرك ، أو أن يرتكب الكبيرة ، أو الصغيرة فلم يفلح ، بقي معه ورقتان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الأولى التحريش بين المؤمنين ، فإن لم يفلح بقي معه ورقة رابحة ، وحيدة هو الإسراف ، غرق في المباحات ، العلماء فرقوا بين التبذير والإسراف ، التبذير في المعاصي والآثام .
﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾
( سورة الإسراء الآية : 27 )
أما الإسراف في المباحات ، فالإنسان حينما يعيش في الدنيا لسنوات محدودة ويمضي كل وقته فيما هو مباح ، لكن يغرق فيه ، فإذا جاءه ملك الموت فقد كل شيء في ثانية واحدة ، فالبطولة أن لا تسرف .
﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾
( سورة الأعراف الآية : 31 )
لم يقل لا تسرفوا في الطعام والشراب ، قال :
﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾
في أي شيء .

الإسراف في أي شيء مذمة للإنسان :
لذلك الإنسان المتوازن معتدل ، في طعامه ، في لباسه ، في أوقات فراغه ، في العلاقات ، في الانطواء ، في أي شيء معتدل ، أما دائماً التطرف يشقي ، والاعتدال يسعد ، ودائماً الفضيلة وسط بين رذيلتين ، الآن التهور صفة ذم ، والجبن صفة ذم ، والشجاعة بينهما ، الإسراف صفة ذم ، والشحّ صفة ذم ، والاعتدال في الإنفاق بينهما ، فالإسراف :
﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾
( سورة الأعراف )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الإسراف في أي شيء مذمة للإنسان
أمضى حياته في زينة حياته الدنيا ، جاء يوم القيامة مفلساً ، للتقريب :
شخص معه مئة مليون فاشترى بستين مليوناً بيتاً ، وبأربعين مليوناً مركبة ، ما عاد معه شيء ، لو اشترى بعشرة ملايين بيتاً ، وبثلاثة مركبة ، واستثمر بقية المئة مليون بربح ألف بالمئة ، يكون عاقلاً .
لك هذا المبلغ ، أو معك هذا الوقت ، فإن أمضيته كله في أشياء لا تنفعك بعد الموت فأنت خاسر .
﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾
( سورة الزمر الآية : 15 )
الإسراف في أي شيء مذمة للإنسان .

الخاسر الأكبر من غفل عن سرّ وجوده وغاية وجوده :
الإنسان حينما يعرف هدفه ، حينما يعرف سرّ وجوده وغاية وجوده ، حينما يعرف حكمة وجوده في الدنيا ، وجد في الدنيا ليعرف الله ، وليعمل صالحاً يستحق بها جنة ربه يوم القيامة ، فأمضى طول حياته في الطعام والشراب ، وفي القيل والقال ، وفي إضاعة أقواته ، وفي أشياء لست راقية ، من سفاسف الأمور فهو الخاسر الأكبر ، هذا الذي غفل عن سرّ وجوده ، وغاية وجوده ، لا يحبه الله .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كم أن الأب الذي يرى ابنه في العام الأخير ، وفي فحص مصيري ، ويبنى على امتحانه اختيار فرع بالجامعة ، يمضي وقته مع أصدقائه ، ويأكل ويشرب ، وينام ويستلقي ويتنزه ، بدل أن يجلس ويدرس ، فهذا مسرف في حاجاته الجسدية ، الإنسان يأكل ووقته كله في الطعام ، والشراب ، والنزهات ، والنوم المديد ، فهذا مسرف ، إذاً ضيع مستقبله .
إذاً الإسراف صفة يمقتها الله عز وجل .
الأستاذ جميل :
فضيلة الدكتور ، أي الفرح هو المذموم ؟ ونحن نقرأ في القرآن الكريم فرحاً ممدوحاً ، كما هو حال الشهداء :
﴿ فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾
( سورة آل عمران الآية : 169 )
ونقرأ في القرآن الكريم فرحاً مذموماً ، كما هو حال المتكبرين .

﴿ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾
( سورة القصص )
أي عطاء ينتهي بالموت لا يعد عطاء يليق بكرم الله :
الدكتور راتب :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذا قارون ، الحقيقة الدقيقة : أن الدنيا منقطعة ، مهما بلغت من جمع الأموال الموت ينهي غنى الغني ، مهما بلغت من القوة ، سبحان من قهر عباده بالموت ، مهما بلغت من الاستمتاع بالحياة ، دائماً الموت ينهي قوة القوي وضعف الضعيف ، وغنى الغني وفقر الفقير ، ووسامة الوسيم ، ودمامة الدميم ، وقوة القوي وضعف الضعيف ، ينهي كل شيء .
أنا لا أتصور أن عطاء يكون في الدنيا فقط ينتهي بالموت يليق بكرم الله ، ما دام العطاء إلهي يجب أن يكون أبدياً ، سرمدياً ، فأي عطاء ينتهي بالموت لا يعد عطاء يليق بكرم الله .
فلذلك هذه الدنيا يعطيها لمن يحب ، ولمن لا يحب ، أعطاها لقارون وهو لا يحبه ، أعطاها لعبد الرحمن بن عوف صحابي جليل وهو يحبه ، أعطاها لفرعون وهو لا يحبه ، أعطاها لسيدنا سليمان وهو يحبه ، فهذه الدنيا لا يمكن أن تكون مقياس محبة من الله ، أو عدم محبة .
(( ولو كانت الدنيا تَعْدِلُ عند الله جَناح بعوضة ما سَقَى كافراً منها شَربة ماءٍ ))
([ أخرجه مسلم وأبو داود عن جابر بن عبد الله ]
الأحمق من اختار الدنيا الفانية المنقطعة و نسي الآخرة العليا :
إذاً الدنيا منقطعة ، الآن : قل لي ما الذي يفرحك أقل لك من أنت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لو إنسان فرح بشيء طارئ ، وزائل ، وسينتهي يكون تفكيره محدود جداً ، إذا الإنسان فرح بشيء ثابت ودائم ، مثلاً لو خيروا إنساناً بين أن يقتني دراجة له ، وأن يركب هذه المركبة ساعة ، الدراجة أفضل لأنها باقية ، لو خُير بين أن يمتلك المركبة ، أو أن يركبها ساعة ، من دون سؤال ، لو خُير أن يركب الدراجة ربع ساعة ، ويمتلك مركبة فارهة ، هكذا .
﴿ وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾
( سورة الضحى )
﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾
( سورة القصص الآية : 60 )
فلما الإنسان يختار الدنيا الفانية ، المحدودة ، ويزهد في الآخرة الممدودة يكون أحمقاً ويستحق غضب الرحمن ، لأنه اختار الأدنى ، اختار الحياة الدنيا ، ولم يختار الحياة العليا .
الأستاذ جميل :
فضيلة الدكتور ، لو أعملوا عقلهم لعرفوا ربهم ، ولأحبوه وأحبهم ، ويتكامل العقل مع القلب لينتج إنساناً سوي البنية ، متكامل الشخصية ، إلى المعرفة العقلية بالله سبحانه وتعالى الخالق البارئ المصور .

التلازم بين العقل و القلب :
الدكتور راتب :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بارك الله بكم أستاذ جميل ، دائماً أرى هناك تلازم بين العقل والقلب ، الإنسان إذا عرف الله بعقله أقبل عليه بقلبه ، إن عرف الله بعقله أطاعه بجوارحه ، إن عرف الله بعقله تقرب إليه بالأعمال الصالحة ، الإنسان وحدة لا يتجزأ ، نحن من أجل توضيح المنهج المدرسي نقول عقل وقلب ، هما متداخلان ، فأنت بقدر ما تعرف الله تحبه ، بقدر ما تعرفه تطيعه ، بقدر ما تعرفه تتقرب إليه ، بقدر ما تعرفه تبذل من أجله الغالي والرخيص ، والنفس والنفيس .
غدة التايموس و وظيفتها في الجسم :
بالجسم غدة صغيرة إلى جانب القلب ، هذه الغدة لو راجعت كتب الطب لمئة عام سبقت وصف هذه الغدة أنه لا وظيفة لها إطلاقاً ، لأنها تضمر بعد سنتين ، ثم اكتشف قبل عشر سنوات أنها أخطر غدة في جسم الإنسان ، هي مدرسة حربية ، الكريات البيضاء المكلفة بالقتال ، نحن في لقاء سابق تحدثنا عن أن الكريات بعضها للاستطلاع ، فرق الاستطلاع ، بعضها فرق تصنيع السلاح ، بعضها فرق الخدمات ، بعضها فرق المغاوير ، وقلنا هناك فرق المقاتلين ، فرقة المقاتلين عنصر معه سلاح فتاك ، لكن لا يعرف من هو الصديق ، ومن هو العدو ، يسميها العلماء الخلية التائية الهمجية ، جاهلة ، الكريات البيضاء المكلفة بالقتال تدخل إلى هذه الغدة ، كُبرت آلاف المرات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
غدة التايموس تدرب الكريات البيضاء لتدافع عن جسم الإنسان
فإذا هي كالمدرج الروماني ، وهذه الخلايا المقاتلة تجلس على مقاعدها وكأنها في مدرج ، تتلقى لسنتين معلومات دقيقة جداً ، علمية دقيقة ، من هو العدو ؟ ومن هو الصديق ؟ كي تستخدم هذا السلاح لقتل العدو والدفاع عن الصديق ، لكن هناك مدرسة وهناك جامعة ، يوجد امتحان ، هناك مخرجان امتحانيان ، تعطى هذه الخلية البيضاء سؤالاً ، أي عنصر عدو ، فإذا قتلته تنجح ، وإن لم تقتله ترسب ، وتُقتل ، لا يوجد رسوب ، هناك نجاح أو قتل ، ثم تعطى عنصراً صديقاً ، فإن قتلته ترسب وتقتل ، وإن لم تقتله تنجح .

غدة التايموس أخطر غدة في الجسم :
هذا الجيل المتخرج يتولى تعليم الأجيال إلى نهاية الحياة ، لذلك بعد سنتين ، بعد أن تعلم الجيل الأول تنتهي مهمة هذه الغدة ، وتضمر ، وتتلاشى ، الجيل الذي تخرج يتولى تعليم الأجيال اللاحقة ، تباعاً .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لكن للعلماء ملاحظة ، أنه بعد سن الستين أو السبعين ، يضعف التعليم ، إذا ضعف التعلم صار في ارتباك ، يسمونه خلل مناعي ، أو خرف مناعي ، أي حرب أهلية ، فهذا العنصر الذي معه سلاح فتاك بدل أن يوجهه للعدو يوجهه للصديق ، أحد الأمراض الناتجة عن هذه الحرب الأهلية ضمن الجسم عنصر معه سلاح فتاك ، معلوماته عن العدو والصديق ضعيفة ، فقد يتجه إلى الصديق فيقتله ، التهاب المفاصل الرثوي ، هذا مرض بسبب أن عناصر المقاتلة (الكريات البيضاء المقاتلة) تتجه لعناصر صديقة تقتلها .
فلذلك هذه الغدة التايموس الصغيرة ، التي إلى جانب القلب ، والتي ظنها الأطباء لمئة عام سابقة أنه لا وظيفة لها ، ثم اكتشف أنها أخطر غدة في جسم الإنسان .
﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾
( سورة الإسراء )
إنها تُعلم الكريات المقاتلة من هو الصديق ، ومن هو العدو ، وهذه الوجبة الأولى تتولى تعليم الأجيال الصاعدة حتى نهاية الحياة .

خاتمة و توديع :
الأستاذ جميل :
جزاكم الله خيراً فضيلة الدكتور وأحسن إليكم ، مشاهدينا الأعزاء نودعكم على أمل اللقاء ، نستودعكم الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
والحمد لله رب العالمين

خادم الصالحين
عضو راقي
عضو راقي

عدد المساهمات : 1064
نقاط : 3198
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 23/01/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى