الأسلوب العلمي والأسلوب الأدبي

لابد أنك لحظت وجود فروق في طريقة
التعبير بين كتبك الدراسية المختلفة, فمثلاً يمكنك أن تلحظ بسهولة الفروق
بين الألفاظ والعبارات في كتب الجغرافيا , والألفاظ والعبارات في كتاب
النصوص الأدبية . فالأولى واضحة تحمل معلومات محددة , ولاعلاقة لها
بالعواطف والانفعالات , والثانية واضحة أحياناً , وضبابية أحياناً أخرى ,
تحمل أكثر من دلالة , وتمتزج فيها الأفكار بالخيال والعواطف . إن هذه
الفروق هي فروق في الأسلوب , فالأسلوب الأول علمي , والأسلوب الثاني أدبي
, ولكل منهما ميادينه وأهميته .

فالأسلوب إذن هو :

طريقة التعبير عن الأفكار والقضايا والمشاعر . وهو مرتبط بطريقة التفكير وبالموضوع الذي نعالجه

الأسلوب العلمي :

ويستخدم الأسلوب العلمي للتعبير عن الحقائق العلمية , والأفكار الموضوعية
. ولايكون لعواطف الكاتب أثر فيه , لكن الكاتب مجرد ناقل أمين للأفكار
والحقائق .

ويتصف الأسلوب العلمي بالخصائص التالية :

1- إنه يستعمل الألفاظ الدقيقة الواضحة, التي تدل على المعنى مباشرة .
2- تكون الألفاظ والعبارات بحجم الأفكار والقضايا المعروضة, فلاإسهاب ولاتكرار .
3- لامكان في هذا الأسلوب لعواطف الكاتب وانفعالاته .
4- لايستخدم الكاتب في هذا الأسلوب الخيال الأدبي , فلانجد الاستعارات
والكنايات والتشبيهات .... ولايستخدم الزينة اللفظية كالطباق والجناس
والمقابلة .... إلا ماور عرضاً ودون قصد .

ونجد في هذا الأسلوب عادة في الكتابات العلمية والفكرية: كالطب والاقتصاد
والفقه والجغرافيا والتاريخ .... كما نجد في التقارير العليمة والرسمية
لأسلوب الأدبي :

فيستخدم للتعبير عن القضايا الوجدانية والمشاعر الذاتية ويعبر فيه الكاتب عن الأشيلء من خلال إحساسه بها وعواطفه تجاهها .


ويتصف بالخصائص التالية :

1- إنه يستخدم الألفاظ والعبارات في دلالاتها الحقيقية والمجازية, وقد
يعنى بالدلالة المجازية أكثر من عنايته بالدلالة الحقيقية ليستفيد من
الإيحاءات والمعاني الإضافية التي تحملها .
2- لايتقيد الكاتب بحجم الفكرة أو الشعور الذي يعبر عنه, لذا فقد يوجز وقد يسهب . وفي جميع الحالات يهتم بجمال الألفاظ والعبارات .
3- تظهر عواطف الشاعر وانفعالاته في أثناء القضايا التي يعرضها .
4- يستخدم الكاتب الخيال للتعبير عن أفكاره ومشاعره, فيصنع الصور الأدبية
كالتشبيه والاستعارة والكناية . . . كما يستخدم المحسنات البديعية :
كالسجع والجناس والطباق ......
5- يهتم الكاتب بجرس الألفاظ والعبارات . ففي الشعر يستخدم الأوزان
والقوافي , وفي النثر يستخدم المؤثرات الصوتية المختلفة : كالسجع
والموازنة والتكرار والإيقاع الداخلي .
6- يضع الكاتب نصب عينيه تحقيق أكبر قدر من التأثير في القاريء أو المستمع
, وذلك بجعل النص جميلاً, مشوقاً, حسن الوقع على الأذن والنفس.

والجدير بالذكر أن أيَّ تكلف أو مبالغة في استخدام الخيال والمحسنات
البديعية والإيقاع يؤدي إلى نتائج عكسية تماماً, فيصبح النص ثقيلاً على
النفس غثاً لاجمال فيه