المواضيع الأخيرة
أفضل 10 فاتحي مواضيع
خادم الصالحين | ||||
السراج المنير | ||||
عقبة | ||||
نور الشام | ||||
أمان الروح | ||||
محمد العبد الخميس | ||||
admin | ||||
الحر | ||||
خالد | ||||
طوق الياسمين |
المواضيع الأكثر شعبية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 40 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 40 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 290 بتاريخ الخميس أكتوبر 03, 2024 9:09 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
خادم الصالحين | ||||
السراج المنير | ||||
عقبة | ||||
نور الشام | ||||
أمان الروح | ||||
طوق الياسمين | ||||
الحر | ||||
محمد العبد الخميس | ||||
admin | ||||
خالد |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 510 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو الياس0 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 1464 مساهمة في هذا المنتدى في 1369 موضوع
دخول
كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى به جهلاً أن يعصيه
صفحة 1 من اصل 1
كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى به جهلاً أن يعصيه
بسم الله الرحمن الرحيم الخطبة الأولى
الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً
مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته،
وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول
الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِ
وسلم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه، ومن
تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا
علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا
اجتنابه، و اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في
عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
ثلاثة بنود محور خطبة سابقة
أيها الإخوة
الكرام، في الخطبة السابقة كان الحديث عن أسماء الله الحسنى، وفي هذه
الخطبة أتابع الموضوع، وسأذكركم بالبنود الثلاثة الأساسية التي كانت محور
الخطبة السابقة.
1 – الله جل جلاله له الكمال المطلق:
أولاً:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
( سورة الأعراف)
كمال الله كمال مطلق، وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك، وينبغي أن
تؤوِّل أيَّ شيء متعلق بالذات الإلهية بالكمال الذي يليق بالذات الإلهية،
لأن الله عز وجل يقول:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
( سورة الأعراف)
2 – دعاء الله بأسمائه وصفاته :
المحور الثاني: فادعوه بها.
معنى : فادعوه بها
لهذه الكلمة معنيان:
المعنى الأول:
الأول أنت حينما تعرف قدرته تسأله، وحينما تعرف رحمته تستغفره،
وحينما تعرف أنه الرزاق تسترزقه من دون أن تبذل ماء وجهك لإنسان، من دون
أن تتضعضع أمام غني، لا يمكن إلا أن يكون فهمك لأسماء الله الحسنى منعكساً
على سلوكك.
إذاً: فادعوه بها من أجل أن يكون الدعاء مستجاباً، من أجل أن يكون
الدعاء واثقاً، من أجل أن يكون الدعاء محكماً يجب أن تعرف من تدعو.
المعنى الثاني:
والمعنى الثاني: حينما تدعوه تتقرب إليه بكمال مشتق منه، إن دعوت
العدل فينبغي أن تكون عادلاً بين أولادك، إن دعوت الرحيم فينبغي أن ترحم
خلق الله عز وجل، إن دعوت اللطيف فينبغي أن تكون رقيقاً، وفي الحديث عَنْ
عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ))
[ مسلم ]
أي تعرفه، فيكون دعاءك محكماً مستجاباً، وتعرفه فتكون معرفتك قربة إليه به.
بين الإحصاء والعد
أما:
﴿ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) ﴾
( سورة مريم)
من هذه الآية يتبين أن الإحصاء شيء، وأن العد شيء آخر، العد أن تقول:
في هذا الصف أربعون طالباً، أما الإحصاء فأن تعرف طَالباً طالباً، وضعه
الصحي والاجتماعي، والنفسي والديني، والأسري، وتقدمه، ووتيرة التقدم،
وخصائصه، وبأي شيء متفوق، لذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث
الصحيح:
(( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا ـ لم يقل: مَن عدّها ـ مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ))
[ متفق عليه]
الآثار المترتبة على معرفة أسماء الله الحسنى
تعد الأسماء الحسنى أكبر ركيزة في الإيمان، وسوف نرى في هذه الخطبة الآثار المترتبة على معرفتك بأسماء الله الحسنى.
الأثر الأول: تعظيم الله عز وجل:
يجب أن نؤمن إيماناً قطعياً أن الإيمان بالله شيء، وأن الإيمان به عظيماً شيء آخر، الدليل قوله تعالى:
﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ﴾
( سورة الحاقة )
أي: مًن استحق دخول النار.
التركيز على كلمة ( عظيم ).
للتقريب: الله عز وجل يقول:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾
( سورة الأحزاب )
الأمر ينصب لا على الذكر، لماذا ؟ لأن المنافقين يذكرون الله، قال تعالى:﴿ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً﴾
( سورة النساء)
المنافق يذكر الله، لكنه يذكره الذكر القليل، لذلك حينما قال الله عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾
(سورة الأحزاب)
الأمر منصب على الكثرة لا على الذكر.
الآن:
﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ﴾
( سورة الحاقة )
الأمر منصب على العظيم لأن إبليس آمن بالله:
﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ ﴾
[ سورة ص]
آمن به رباً وعزيزاً وخالقاً:
﴿ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين ٍ﴾
( سورة الأعراف)
وآمن باليوم الآخر، ومع ذلك هو إبليس، فالذي يؤمن دون أن يستقيم يمكن
أن نسمي إيمانه إيماناً إبليسياً، الذي يؤمن دون أن يلتزم، الذي يؤمن دون
أن يقف موقفاً يؤكد إيمانه، لأن الإيمان ما وقر في القلب، وأقر به اللسان،
وأكده العمل، نحن أمام مليار وستمئة مليون مسلم، لا تجد في أعمالهم ما
يؤكد أنهم مؤمنون باليوم الآخر، فيهم اغتصاب أموال، وغش، ووقوع في
المحرمات، وغيبة، ونميمة، وما أدخلوا اليوم الآخر في حساباتهم إطلاقاً،
فلذلك ادعاء الإيمان لا قيمة له.
أيها الإخوة، أول شيء من آثار الإيمان بأسماء الله الحسنى تعظيم
الله، ويجب أن تؤمن أن هناك علاقة مطردة بين تعظيم الله و طاعته.
هناك مثل أضربه كثيراً: قد تأتيك ورقة من دائرة البريد ؛ أن تعال يوم
الخميس لتسلُّم رسالة مسجلة، هذه الورقة لا تحرك فيك شعرة، وقد تذهب وربما
لا تذهب، قد تأتيك ورقة بالقياس نفسه من جهة أخرى فلا تنام الليل ثلاثة
أيام، لأنك سمعت قصصاً كثيرة عن الذين دخلوا، ولم يرجعوا، لذلك صار عندك
ترقب، فحينما تؤمن بالله العظيم تستقيم على أمره، لأنه كما قيل: " أرجحكم
عقلاً أشدكم لله حباً ".
كلما ازداد إيمانك ازدادت خشيتك
كلما ازداد إيمانك ازدادت خشيتك، لأن مقياس إيمانك هو استقامتك،
هؤلاء الذين يقول أحدُهم: أنا مؤمن، ما دمت مؤمناً فلمَ تعصي الله ؟
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ذاك لعمري في المقال شنيع
لو كان حبك صادقاً لأطـعت ه إن المحب لمن يحب مطيع
***
أيها
الإخوة الكرام، حينما تتعرف إلى اسم ( الحليم )، الحليم يمهل ولا يهمل،
الحليم لا يعني أنه لا يعاقب، لكن لا يسرع في العقاب، وحينما تعرف اسم (
الغفور ) تستغفر الله، حينما تعرف اسم ( الرحيم ) تسأله التوبة، حينما
تعلم أنه شديد العقاب، حينما تعلم أنه منتقم، منتقم أي يوقف الكافر عند
حده، من هو أغبى الأغبياء ؟ الذي لا يدخل الله في حساباته.
صدقوا أيها الإخوة الكرام أن أسماء الله الحسنى يمكن أن تكون أكبر ركن من أركان الإيمان بالله.
أذكر مرة كنت في مسجد، ودخل إنسان قصير القامة، منحني الظهر، يرتدي
ثيابا بيضاء ليصلي المغرب، أنا وصديق لي ما إن رأيت هذا الإنسان حتى أسرعت
إليه، وسلمت عليه سلاماً في أعلى درجات الأدب، الذي كان معي لفت نظره هذا
الاهتمام، قال لي: من هذا ؟ قلت: هذا عميد كليتنا في الأدب العربي،
وعلّمنا أربع سنوات، وهو من أكبر علماء النحو في البلد، هو يراه إنسانا
كبيرا في السن، منحني الظهر، دخل ليصلي، أما أنا فاستمعت إلى دروسه أربع
سنوات، فحجمه عندي كبير جداً.
كلما تعمقت في أسماء الله الحسنى كان تعظيمك لله أكبر، وكانت طاعتك
أشد، وكانت مسارعتك إلى رضوانه أكثر، فأصل الدين معرفة الله. هذه هي مشكلة المسلمين اليوم
يمكن أن أقول لكم، وأنا واثق مما أقول: إن مشكلة المسلمين الأولى،
المليار وستمئة مليون مسلم في المدارس، وفي المساجد عرفوا أمْر الله،
لكنهم ما عرفوه، لو عرفوه لعدّ الواحد إلى المليون قبل أن يعصيه، فما بال
المسلمين يأكلون أموال بعضهم ظلماً وعدواناً، سبعمئة ألف دعوى في قصر
العدل اغتصاب بيوت، وشركات، وأموال، وميراث، لأنهم لا يعرفون الله.
أيها الإخوة الكرام، سامحوني لو قسوت، لما يبني إنسان ربحه على مضرة
الآخرين، أنا أقول له: ألغيت صلاتك وصيامك إنسان وحجك وزكاتك إلغاء كليا،
لما تبني منفعة كبيرة على الإضرار بالناس بمادة غذائية لا تصلح للاستهلاك
البشري، بأساليب ملتوية، أدخلتها، وبعتها، وحققت أرباحاً كبيرة، لو حججتَ
سبعًا وثلاثين حجة فاعتبر نفسك أنك ألغيتها كلها، لو اعتمرتَ ثماني
وثلاثين عمرة، لو صليت في الصف الأول، لو حفظت كتاب الله كله، ما دمت بنيت
منفعة خاصة على إضرار الناس فقد ألغيت عبادتك، هذا ليس كلامي، السيدة
عائشة رضي الله عنها قالت: << قولوا لفلان: إنه ألغى جهاده مع رسول الله >>.
﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورا ً﴾
( سورة الفرقان)
والله أيها الإخوة الكرام، لو اطلعتم على أساليب الغش التي يمارسها التجار رواد المساجد من أجل الربح لشِبْتُم.
قد توضع مادة كيميائية مسرطنة في مادة غذائية حتى يزداد بياضها، فيرتفع سعرها، ما صلاته ؟ ما صيامه ؟ ما حجه ؟ ما زكاته ؟
حينما تعرف أسماء الله الحسنى تعد للمليار قبل أن تأكل مالاً حراماً:
(( ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام ))
[ ورد في الأثر ]
المسلمون الآن همُّهم اغتصاب بيوت، اغتصاب محلات، اغتصاب شركات،
وأكثر شيء يأتيني عبر الهاتف أن الإنسان إذا مات لا يعطون بناته شيئاً،
فقط للذكور، ترك ثلاث محلات تجارية، الأبناء أخذوا قرارا أن المحلات لنا
فقط، البنات ما لهم شيء، لو صلوا الجمعة، ولو لبس ثوبا أبيض، وتعطر بعطر
مسكي، وأمسك مسبحة، ووضع مسواكا في جيبه، على قدر ما تستطيع أقِم في نفسك
مظاهر إسلامية، لكن لا قيمة لكل هذه المظاهر، ضع مصحفا في سيارتك، اكتب: ﴿ إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًاً مُبِيناً ﴾
في المحل التجاري، افعل ما تريد، و: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾، في عيادة الطبيب، وهو لا يستقيم على أمر الله، يبتز المرضى، الذي سحقنا المظاهر، الذي سحقنا المظاهر الفارغة.
(( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ ))
[ متفق عليه]
أيها الإخوة الكرام، حينما تعرف أسماء الله الحسنى تعد للمليار قبل
أن تعصيه، قبل أن تأكل مالاً حراماً، قبل أن تغشّ المسلمين، قبل أن تبيع
بضاعة فاسدة، يمكن أن يكون الدواء ثمنه ألف ومئتان، وفي غفلة منك مضى وقت
صلاحيته، تحكه بالشفرة، يأتي طفل فتبيعه الدواء، لقد ألغيت صلاتك وصيامك،
وحجك وزكاتك، لأنك بنيت ربحك على مضرة إنسان.
أيها الإخوة الكرام، الدين ليس في هذا المسجد، في أعمالكم، في
بيوتكم، في الأسواق، في العيادة، في المكتب الهندسي، في مكتب المحاماة،
الدين هناك، حينما تقف عند الحدود، وحينما تخشى ربك المعبود، وحينما
تستقيم على أمرك، بأيّ مظهر كنت فأنت مقبول عند الله، بأية طريقة كنت أنت
مقبول عند الله، وتعلُّقُ المسلمين بالمظاهر أوردهم المهالك.
أيها الإخوة الكرام، أول أثر من آثار الإيمان بأسماء الله الحسنى
تعظيم الله، ومع التعظيم الخشية، لذلك قد تكون في المركبة، وفي المركبة
عدّادان: عداد السرعة وعداد حركة المحرك، أحياناً العقارب تتحرك معاً، أنا
أقول لكم: عقرب الخوف من الله والخشية منه يرافقه الاستقامة على أمر الله،
وكلما عظمته كلما ازددت طاعة له، لا تمتحن إيمانك بأنك تقر بأن لا إله إلا
الله، امتحن إيمانك بطاعتك لله، الإيمان الذي لا يحملك على طاعة الله
إيمان إبليسي لا يقدم ولا يؤخر، ماذا نفعل بهذا الحديث الصحيح ؟
((... وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ ))
[ أبو داود عن ابن عباس ]
عمرة رمضان فيها أربع ملايين مسلم، والحديث:
((... وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ ))
أعطني مؤمناً وقّافاً عند حدود الله، وخذ نصراً مؤكداً، الله عز وجل
لا يتخلى عنا، لكن النصر له أسباب، وما لم ندفع ثمن النصر فلا يمكن أن نرى
نصراً، هذا الأثر الأول تعظيم الله عز وجل، الله عظيم عندك، فلا تعصه، لا
تأكل المال الحرام:
(( ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام ))
[ ورد في الأثر ]
الأثر الثاني: تعظيم القربات إلى الله وتعظيم المؤمنين:
من تعظيم الله تعظيم القربات إليه، أن يتاح لك عمل صالح ترفض أيّ
موعد آخر من أجله، عندك درس علم، عندك خدمة، عندك صلة رحم، عندك دعوة إلى
الله، هذه مقدَّمة على كل النشاطات، تعظمه، وتعظم القربة إليه، تعظمه
وتعظم العمل الصالح، وقد تعظم حاجباً في دائرة مستقيماً مؤمناً، وقد لا
تكترث بأعلى مرتبة في الدائرة إن لم تكن مستقيما.
من لوازم تعظيم الله أن تعظم المؤمنين، لا أن تتهمهم بالغباء والفقر،
والتخلف، وهؤلاء الذين يقترفون المعاصي والآثام يتبادلون الزوجات، يقرون
المثلية الجنسية، هؤلاء تراهم أناسا أذكياء كبراء متبحرين في العلوم،
متمكنين من الصناعة والتجارة، يجب أن يكون ولاءك لله، الولاء والبراء ركن
سادس من أركان الدين، أن توالي المؤمنين، ولو كانوا ضعافاً فقراء، وأن
تتبرأ من الآخر غير المؤمن، ولو كان قوياً وغنياً.
أيها الإخوة الكرام، الطاعة مرتبطة بالتعظيم، والتعظيم مرتبط بمعرفة أسماء الله الحسنى، وشيء مبذول.
من لوازم معرفة الله أنك لا تعظم المخلوقين غير الملتزمين، وحينما
تعظم إنساناً تراه قوياً، فتعصي الله إرضاء له فأنت لا تعرف الله أبداً،
وحينما تعصي الله من أجل زوجتك فأنت لا تعرف الله أبداً، وحينما تعظم
ربحاً كبيراً من غش المسلمين فأنت لا تعرف الله أبداً.
صدقوا أيها الإخوة، ولا أبالغ، أحياناً أرى مسلما يرتكب عملا كبيرا،
وهو عند الله عظيم، أقول: والله ما عرف الله ولا واحدا بالمليار، لو عرفه
لاستقام على أمره، لو عرفه لكان وقافاً عند حدوده، أن يراك حيث أمرك، وأن
يفتقدك حيث نهاك، وأحياناً تكرم إنسانا تكريما غير معقول، ويرتكب المعاصي
جهاراً بعمل فني، وأنت تكرمه تكريما غير معقول، هذا التكريم على ماذا يدل
؟ على أن مبادئ الدين لا قيمة لها عندك.
أيها الإخوة الكرام، لا أقول: الاستهانة بالمخلوقين، لا أقصد
احتقارهم، ولكن أقصد إذا دعوك إلى معصية أن لا تعبأ بهم، لا برضاهم، ولا
بغضبهم، قال تعالى:
﴿ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا
خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ
خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾
( سورة طه)
حينما تعرف الله فلا تعصي ربك من أجل مخلوق، كائناً من كان، لا
تتضعضع أمام قوي، ولا أمام غني، ومن تضعضع أمام غني ذهب ثلثا دينه، ويقاس
عليه من تضعضع أمام قوي ذهب ثلثا دينه.
﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ
عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا
أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾
( سورة طه )
﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾
( سورة الشعراء )
﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾
( سورة الأنبياء )
القصص كثيرة جداً:
تعرفون مَن الحَجّاج، أحد التابعين في عهده قام بواجب البيان، فبين،
فغضب الحجاج، وقال لجلسائه: والله يا جبناء لأروينكم مِن دمه، أمر بقتله
بكلمة لا تحتاج إلى محكمة، ولا محامي دفاع، ولا محامي إثبات، فاستدعي
للقتل، وجيء بالسياف، ومد النطع، لما دخل الحسن البصري على الحجاج رأى
السياف واقفًا، والنطع ممدودا، ففهِم كل شيء، أنه مقتول، حرك شفتيه، وما
فهم أحد ماذا قال، فإذا بالحجاج يقف له ويقول: أهلاً بأبي سعيد، أنت سيد
العلماء، وما زال يقربه من مجلسه حتى أجلسه على سريره واستفتاه، وأكرمه،
وعطره، وضيفه، وشيعه إلى باب القصر، السياف صُعق، لماذا جيء به ؟! جيء به
ليقتله، صُعق الحاجب، وتبعه، وقال له: يا أبا سعيد، ماذا قلت ؟ قال له:
قلت: يا ملاذي عند كربتي، يا مؤنسي في وحشتي، اجعل نقمته علي برداً
وسلاماً، كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم.
أيها الإخوة الكرام، كلمتان، والله لو رددت هاتين الكلمتين مليار مرة
لا أرتوي منهما، الله كبير، وما مِن إلهٍ إلا الله، فهمكم كفاية، ما مِن
إلهٍ إلا الله، ثم يقال لك: استعمار، صهيونية عالمية، الموساد، ما مِن
إلهٍ إلا الله، والطريق إلى الصلح معه سالك، وهو ينتظرنا.
((
لو يعلم المعرضون انتظاري لهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم من
حبي، ولماتوا شوقاً إلى، هذه إرادتي بالمعرضين، فكيف بالمقبلين ))
[ ورد في الأثر ]
الذي قال أنا ربكم الأعلى فرعون، الذي قال:
﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾
( سورة القصص: 38)
ماذا قال الله لموسى وأخيه هارون:
﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً ﴾
( سورة طه )
ناجى أحدُهم ربه، وقال: يا رب، إذا كانت هذه رحمتك بمن قال: أنا ربكم
الأعلى، فكيف رحمتك بمن قال: سبحان ربي الأعلى ؟ وإذا كانت رحمتك بمن قال:﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾
( سورة القصص: 38)
فكيف رحمتك بمن قال: لا إله إلا الله ؟ الله ينتظرنا، والأمر بيدنا،
ونصرنا بينا، وصلاحنا بيدنا، والكرة في ملعبنا، أما أن تتمنى على الله
الأماني فإن الأماني بضائع الحمقى، فمن أراد الآخرة سعى لها سعيها، اللهم
انصرنا على أنفسنا حتى ننتصر لك، حتى نستحق أن تنصرنا على أعدائنا.
من نتائج معرفة أسماء الله الحسنى أن الله عز وجل عظيم جداً عندك،
وكلما عظمت الذات الإلهية عندك خضعت له، ومقياس إيمانك خضوعك لله عز وجل،
وأحياناً يتاح لك أن تأكل مليارات، ولست مداناً على وجه الأرض، لكن المؤمن
والله لا يستطيع أن يأكل قرشاً واحداً، والنبي عليه الصلاة والسلام وجد
تمرة على السرير في غرفته، قال: يا عائشة، والله لولا أن أخشى أن تكون هذه
التمرة من تمر الصدقة لأكلتها، يبدو أنه اشتهاها، تمرة، لكنه خشي أن تكون
من تمر الصدقة، هكذا كان ورع النبي عليه الصلاة والسلام، لذلك ركعتان من
ورع خير من ألف ركعة من مخلط.
(( من لم يكن له ورع يحجزه عن معصية اللّه إذا خلا بها لم يعبأ اللّه بسائر عمله شيئاً ))
[ رواه الديلمي عن أنس ]
إذا عرفت أسماء الله الحسنى يكون الله عندك عظيماً، وإذا عرفت أسماء
الله الحسنى يكون المخلوق عندك صغيراً، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
قال الحجاج لسعيد بن جبير: أنا سأقتلك، قال: والله لو علمت أن حياتي
بيدك لعبدتك، لكن حياتي ليست بيدك، بيد الله، ولو قتلتني أنا أموت في
الوقت الذي أراده الله.
يجب أن تؤمن أن الله قطع العباد عن الأرزاق والأعمار، لذلك كلمة الحق لا تقطع رزقاً، ولا تقرب أجلاً، قال تعالى:
﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾
( سورة الحجر )
لا تأخذك في الله لومة لائم، من أين تأتيك الشجاعة ؟ من التوحيد، ومن
معرفة أسماء الله الحسنى، من أين يأتي الجبن والنفاق ؟ من ضعف التوحيد،
ومن ضعف معرفتك بأسماء الله الحسنى.
الأثر الثالث: التوبةُ:
شيء آخر، معرفة أسماء الله الحسنى من نتائجها التوبة، لأن الله عز
وجل ما أمرنا أن نتوب إليه إلا ليتوب علينا، لأنه رحيم بنا، وما أمرنا أن
نستغفره إلا ليغفر لنا، وما أمرنا أن ندعوه إلا ليجيب لنا، معك دعاء وتحزن
؟ معك أقوى سلاح في الكون، الدعاء سلاح المؤمن، معك الدعاء وتحزن ؟
للتقريب: هل يمكن لجندي غرٍّ التحق بثكنة، وعريف هذا الجندي والده
قائد الجيش، فلما هدده هذا العريف صار يبكي، هذا أحمق، حينما تؤمن أن أمرك
بيد الله، وما سلّمك إلى أحد، ولو سلّمك إلى أحد كيف تعبده ؟ تقول: يا رب،
أنا مضطر أن أعبد غيرك الذي سلمت أمري إليه:
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
( سورة هود)
أمرك بيده، صحتك بيده، زوجتك بيده،
رزقك بيده، أولادك بيده، مكانتك بيده، راحتك النفسية بيده، الرضى الذي
ترضى به بيديه، أمنك بيده، خوفك بيده، لذلك أكبر ثمرة أو أكبر نتيجة سيئة
للشرك:
﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ﴾
( سورة آل عمران الآية: 151 )
حينما تشرك يمتلأ القلب خوفاً فتنافق، تكذب، وتفعل كل المعاصي بدافع من خوفك الشديد، والخوف بسبب عدم معرفتك بالله عز وجل.
أيها
الإخوة الكرام، وحينما تعرف الله تعرف أسماء الله الحسنى تدعو إليه، ولا
تأخذك في الله لومة لائم، لا تجامل، لا تنافق، لا تقول: لا علاقة لي، لا
تقول: أسلم لي ألا أدعو إلى الله، ترى أن الله معك، وأن الله بيده كل شيء:
﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾
( سورة الزخرف )
مرة ثانية ما من إله إلا الله، والله كبير.
أَحَبَّ راكب سيارة أن يبرز مهارته بالقيادة ، وفي الطريق جرو صغير
على طريق المطار في أيام الشتاء، الطريق المعبد أدفأ من التراب، لونه أسود
فيمتص الحرارة، فهذا الجرو الصغير جالس على طرف الطريق ويداه خرجت عن حجم
جسمه بخمسة سنتمترات، فاستطاع هذا السائق الماهر أن يقص يديه فقط دون أن
يقتله، وأطلق ضحكة هسترية، كان إلى جانبه رجلٌ أعرفه معرفة جيدة، وحدثني
عن هذه القصة بأنه رآها بنفسه، قال: في يوم السبت المُوالي في هذا المكان
أصاب العجلة عطب، فبدلها، في أثناء التبديل فسدت الرافعة، ووقعت العجلة
بعد أن فكها من السيارة على رسغيه، والمركبة فوق العجلة، فهرست رسغاه،
ذهبوا به إلى المستشفى فاضطروا لقطع يديه، يقسم بالله العظيم إنه بعد
أسبوع فقَدَ يديه.
الله كبير، لسبب تافه يجعل الله الحياة جحيماً لا يطاق، ما مِن إلهٍ
إلا الله، هذا التوحيد، وعدّ للمليار قبل أن تعصي الله، قبل أن تقتل
حيوانا بغير ذنب، قبل أن تأكل مالاً حراماً، قبل أن تغش مسلماً.
هناك سائق سيارة حديثة، لكنه جاهل بميكانيكها، فيها خطأ بسيط يحل في
خمس دقائق، أوهم المصلح صاحبها أن بها خللاً خطيراً يحتاج إصلاحها إلى
أيام ثلاثة، وطلب منه عشرة آلاف ليرة، وهي تصلح تصلَّح في ثانية، قال لي
جاره: أول يوم أخذ بها أهله إلى مصيف جميل، واليوم الثاني ذهب إلى طريق
المطار، واليوم الثالث إلى مكان آخر، أصلحها في دقائق، واستخدمها أياماً
ثلاثة، فعاتبه جاره، قال له: معقول ؟ قال له: هكذا الشغل، أنت لا تفهم،
يقسم لي بالله العظيم إنه بعد أيام دخلت نثرة من فولاذ في عين ابنه كلّفته
عمليه نزعها ثلاثين ألفًا، الله كبير، فإياك أن تغلط مع الله.
سيدنا ابن عمر حينما التقى راعياً قال له: بعني هذه الشاة، وخذ
ثمنها، قال له الراعي: ليست لي، يقول: قل لصاحبها: ماتت، أو أكلها الذئب،
يقول الراعي: ليست لي، يقول له: خذ ثمنها، يقول له الراعي: والله إنني لفي
أشد الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها: ماتت، أو أكلها الذئب لصدقني،
فإني عنده صادق أمين، ولكن أين الله ؟
هذا الراعي لا عنده إنترنت، ولا عنده فضائيات، ولا عنده مكتبة ضخمة
من الأرض إلى السقف، ما عنده هذا، وضع يده على جوهر الدين، والذي يستطيع
أن يتكلم عشر ساعات من دون تحضير، وله معصية جاهل عند الله عز وجل، يستطيع
أن يتكلم عشر ساعات، طليق اللسان، عندك معلومات غزيرة جداً، إذا ما كنت
مستقيما فهذا الراعي أعلم عند الله منك، لذلك احفظوا هذا النص: كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى به جهلاً أن يعصيه.
لو فرضنا منصبا دينيا رفيعا جداً، وهناك حاجب أمّيٌّ لا يقرأ ولا
يكتب، وجاءت امرأة إلى صاحب هذا المنصب الرفيع، وملأ عينيه من محاسنها،
وهذا الحاجب غض بصره عنها، لكنه أميّ، من هو العالم عند الله ؟ هذا
الحاجب، مقاييس الله غير مقاييسنا، مقاييسنا دكتوراه، وشهادات، ومؤتمرات،
ومظاهر صارخة، هذه مقاييس البشر، لكن مقاييس خالق البشر شيء آخر.
الأثر الرابع: الدعوة إلى الله وعدم خشية الناس:
أيها الإخوة الكرام، الثمرة الرابعة: أنْ تدعو إلى الله، ولا تخشى إلا الله.
الأثر الخامس: مراقبة الله عز وجل:
الثمرة الخامسة مراقبة الله عز وجل، الله سميع، كلامك يسمعه، تقول كل
يوم، سبعا وعشرين مرة تقريباً: سمع الله لمن حمده، الله سميع، ما تكلمتَ،
تحركت فهو بصير، لا تحركت، ولا تكلمتَ، ضمرت في نفسك شيئا الله به عليم،
فهو سبحانه سميع بصير عليم.
معرفة أسماء الله الحسنى تدعوك إلى مراقبة الله، تدعوك إلى تعظيم
الله، فتطيعه، تدعوك إلى تعظيم أمره فتأتمر به، تدعوك إلى عدم تعظيم مخلوق
يأمرك بمعصية، فإذا أمرك مخلوق بطاعة فعلى العين والرأس، تدعوك إلى عدم
تعظيم مخلوق يأمرك بمعصية.
والشيء الرابع: أنك تدعو إلى الله.
والشيء الخامس: أنك تراقب الله عز وجل، لذلك معرفة أسماء الله الحسنى أحد أكبر أجزاء العقيدة التي ينبغي أن تكون سليمة عندك.
أيها الإخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم
قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى
غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت،
والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب
العالمين.
ملخص الخطبة : لا يرجو عبد إلا ربه ، ولا يخافن إلا ذنبه
أيها الإخوة الكرام، ملخص هذه الخطبة:
(( لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه ))
[ مسند الفردوس عن علي بن أبي طالب ]
هناك شيء واحد مخيف، هو الذنب، وهناك رجاء بجهة واحدة، الله عز وجل، (( لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه ))
الدعاء
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت،
وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا
يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت،
ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال
لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا
أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي
فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا
من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم
اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك
ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، وأذل الشرك
والمشركين، خذ بيد ولاة المسلمين لما تحب وترضى يا رب العالمين، إنك على
ما تشاء قدير، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، لا تأخذنا
بالسنين، ولا تعاملنا بفعل المسيئين يا رب العالمين، اللهم اسقنا الغيث،
ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين،
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أعل كلمة الحق والدين،
وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، دمر أعداءك أعداء
الدين اجعل تدميرهم في تدبيرهم، اجعل الدائرة تدور عليهم يا رب العالمين،
انصر عبادك المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي شمالها وجنوبها، إنك
على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.
والحمد لله رب العالمين
الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً
مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته،
وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول
الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِ
وسلم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه، ومن
تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا
علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا
اجتنابه، و اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في
عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
ثلاثة بنود محور خطبة سابقة
أيها الإخوة
الكرام، في الخطبة السابقة كان الحديث عن أسماء الله الحسنى، وفي هذه
الخطبة أتابع الموضوع، وسأذكركم بالبنود الثلاثة الأساسية التي كانت محور
الخطبة السابقة.
1 – الله جل جلاله له الكمال المطلق:
أولاً:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
( سورة الأعراف)
كمال الله كمال مطلق، وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك، وينبغي أن
تؤوِّل أيَّ شيء متعلق بالذات الإلهية بالكمال الذي يليق بالذات الإلهية،
لأن الله عز وجل يقول:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
( سورة الأعراف)
2 – دعاء الله بأسمائه وصفاته :
المحور الثاني: فادعوه بها.
معنى : فادعوه بها
لهذه الكلمة معنيان:
المعنى الأول:
الأول أنت حينما تعرف قدرته تسأله، وحينما تعرف رحمته تستغفره،
وحينما تعرف أنه الرزاق تسترزقه من دون أن تبذل ماء وجهك لإنسان، من دون
أن تتضعضع أمام غني، لا يمكن إلا أن يكون فهمك لأسماء الله الحسنى منعكساً
على سلوكك.
إذاً: فادعوه بها من أجل أن يكون الدعاء مستجاباً، من أجل أن يكون
الدعاء واثقاً، من أجل أن يكون الدعاء محكماً يجب أن تعرف من تدعو.
المعنى الثاني:
والمعنى الثاني: حينما تدعوه تتقرب إليه بكمال مشتق منه، إن دعوت
العدل فينبغي أن تكون عادلاً بين أولادك، إن دعوت الرحيم فينبغي أن ترحم
خلق الله عز وجل، إن دعوت اللطيف فينبغي أن تكون رقيقاً، وفي الحديث عَنْ
عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ))
[ مسلم ]
أي تعرفه، فيكون دعاءك محكماً مستجاباً، وتعرفه فتكون معرفتك قربة إليه به.
بين الإحصاء والعد
أما:
﴿ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) ﴾
( سورة مريم)
من هذه الآية يتبين أن الإحصاء شيء، وأن العد شيء آخر، العد أن تقول:
في هذا الصف أربعون طالباً، أما الإحصاء فأن تعرف طَالباً طالباً، وضعه
الصحي والاجتماعي، والنفسي والديني، والأسري، وتقدمه، ووتيرة التقدم،
وخصائصه، وبأي شيء متفوق، لذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث
الصحيح:
(( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا ـ لم يقل: مَن عدّها ـ مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ))
[ متفق عليه]
الآثار المترتبة على معرفة أسماء الله الحسنى
تعد الأسماء الحسنى أكبر ركيزة في الإيمان، وسوف نرى في هذه الخطبة الآثار المترتبة على معرفتك بأسماء الله الحسنى.
الأثر الأول: تعظيم الله عز وجل:
يجب أن نؤمن إيماناً قطعياً أن الإيمان بالله شيء، وأن الإيمان به عظيماً شيء آخر، الدليل قوله تعالى:
﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ﴾
( سورة الحاقة )
أي: مًن استحق دخول النار.
التركيز على كلمة ( عظيم ).
للتقريب: الله عز وجل يقول:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾
( سورة الأحزاب )
الأمر ينصب لا على الذكر، لماذا ؟ لأن المنافقين يذكرون الله، قال تعالى:﴿ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً﴾
( سورة النساء)
المنافق يذكر الله، لكنه يذكره الذكر القليل، لذلك حينما قال الله عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾
(سورة الأحزاب)
الأمر منصب على الكثرة لا على الذكر.
الآن:
﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ﴾
( سورة الحاقة )
الأمر منصب على العظيم لأن إبليس آمن بالله:
﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ ﴾
[ سورة ص]
آمن به رباً وعزيزاً وخالقاً:
﴿ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين ٍ﴾
( سورة الأعراف)
وآمن باليوم الآخر، ومع ذلك هو إبليس، فالذي يؤمن دون أن يستقيم يمكن
أن نسمي إيمانه إيماناً إبليسياً، الذي يؤمن دون أن يلتزم، الذي يؤمن دون
أن يقف موقفاً يؤكد إيمانه، لأن الإيمان ما وقر في القلب، وأقر به اللسان،
وأكده العمل، نحن أمام مليار وستمئة مليون مسلم، لا تجد في أعمالهم ما
يؤكد أنهم مؤمنون باليوم الآخر، فيهم اغتصاب أموال، وغش، ووقوع في
المحرمات، وغيبة، ونميمة، وما أدخلوا اليوم الآخر في حساباتهم إطلاقاً،
فلذلك ادعاء الإيمان لا قيمة له.
أيها الإخوة، أول شيء من آثار الإيمان بأسماء الله الحسنى تعظيم
الله، ويجب أن تؤمن أن هناك علاقة مطردة بين تعظيم الله و طاعته.
هناك مثل أضربه كثيراً: قد تأتيك ورقة من دائرة البريد ؛ أن تعال يوم
الخميس لتسلُّم رسالة مسجلة، هذه الورقة لا تحرك فيك شعرة، وقد تذهب وربما
لا تذهب، قد تأتيك ورقة بالقياس نفسه من جهة أخرى فلا تنام الليل ثلاثة
أيام، لأنك سمعت قصصاً كثيرة عن الذين دخلوا، ولم يرجعوا، لذلك صار عندك
ترقب، فحينما تؤمن بالله العظيم تستقيم على أمره، لأنه كما قيل: " أرجحكم
عقلاً أشدكم لله حباً ".
كلما ازداد إيمانك ازدادت خشيتك
كلما ازداد إيمانك ازدادت خشيتك، لأن مقياس إيمانك هو استقامتك،
هؤلاء الذين يقول أحدُهم: أنا مؤمن، ما دمت مؤمناً فلمَ تعصي الله ؟
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ذاك لعمري في المقال شنيع
لو كان حبك صادقاً لأطـعت ه إن المحب لمن يحب مطيع
***
أيها
الإخوة الكرام، حينما تتعرف إلى اسم ( الحليم )، الحليم يمهل ولا يهمل،
الحليم لا يعني أنه لا يعاقب، لكن لا يسرع في العقاب، وحينما تعرف اسم (
الغفور ) تستغفر الله، حينما تعرف اسم ( الرحيم ) تسأله التوبة، حينما
تعلم أنه شديد العقاب، حينما تعلم أنه منتقم، منتقم أي يوقف الكافر عند
حده، من هو أغبى الأغبياء ؟ الذي لا يدخل الله في حساباته.
صدقوا أيها الإخوة الكرام أن أسماء الله الحسنى يمكن أن تكون أكبر ركن من أركان الإيمان بالله.
أذكر مرة كنت في مسجد، ودخل إنسان قصير القامة، منحني الظهر، يرتدي
ثيابا بيضاء ليصلي المغرب، أنا وصديق لي ما إن رأيت هذا الإنسان حتى أسرعت
إليه، وسلمت عليه سلاماً في أعلى درجات الأدب، الذي كان معي لفت نظره هذا
الاهتمام، قال لي: من هذا ؟ قلت: هذا عميد كليتنا في الأدب العربي،
وعلّمنا أربع سنوات، وهو من أكبر علماء النحو في البلد، هو يراه إنسانا
كبيرا في السن، منحني الظهر، دخل ليصلي، أما أنا فاستمعت إلى دروسه أربع
سنوات، فحجمه عندي كبير جداً.
كلما تعمقت في أسماء الله الحسنى كان تعظيمك لله أكبر، وكانت طاعتك
أشد، وكانت مسارعتك إلى رضوانه أكثر، فأصل الدين معرفة الله. هذه هي مشكلة المسلمين اليوم
يمكن أن أقول لكم، وأنا واثق مما أقول: إن مشكلة المسلمين الأولى،
المليار وستمئة مليون مسلم في المدارس، وفي المساجد عرفوا أمْر الله،
لكنهم ما عرفوه، لو عرفوه لعدّ الواحد إلى المليون قبل أن يعصيه، فما بال
المسلمين يأكلون أموال بعضهم ظلماً وعدواناً، سبعمئة ألف دعوى في قصر
العدل اغتصاب بيوت، وشركات، وأموال، وميراث، لأنهم لا يعرفون الله.
أيها الإخوة الكرام، سامحوني لو قسوت، لما يبني إنسان ربحه على مضرة
الآخرين، أنا أقول له: ألغيت صلاتك وصيامك إنسان وحجك وزكاتك إلغاء كليا،
لما تبني منفعة كبيرة على الإضرار بالناس بمادة غذائية لا تصلح للاستهلاك
البشري، بأساليب ملتوية، أدخلتها، وبعتها، وحققت أرباحاً كبيرة، لو حججتَ
سبعًا وثلاثين حجة فاعتبر نفسك أنك ألغيتها كلها، لو اعتمرتَ ثماني
وثلاثين عمرة، لو صليت في الصف الأول، لو حفظت كتاب الله كله، ما دمت بنيت
منفعة خاصة على إضرار الناس فقد ألغيت عبادتك، هذا ليس كلامي، السيدة
عائشة رضي الله عنها قالت: << قولوا لفلان: إنه ألغى جهاده مع رسول الله >>.
﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورا ً﴾
( سورة الفرقان)
والله أيها الإخوة الكرام، لو اطلعتم على أساليب الغش التي يمارسها التجار رواد المساجد من أجل الربح لشِبْتُم.
قد توضع مادة كيميائية مسرطنة في مادة غذائية حتى يزداد بياضها، فيرتفع سعرها، ما صلاته ؟ ما صيامه ؟ ما حجه ؟ ما زكاته ؟
حينما تعرف أسماء الله الحسنى تعد للمليار قبل أن تأكل مالاً حراماً:
(( ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام ))
[ ورد في الأثر ]
المسلمون الآن همُّهم اغتصاب بيوت، اغتصاب محلات، اغتصاب شركات،
وأكثر شيء يأتيني عبر الهاتف أن الإنسان إذا مات لا يعطون بناته شيئاً،
فقط للذكور، ترك ثلاث محلات تجارية، الأبناء أخذوا قرارا أن المحلات لنا
فقط، البنات ما لهم شيء، لو صلوا الجمعة، ولو لبس ثوبا أبيض، وتعطر بعطر
مسكي، وأمسك مسبحة، ووضع مسواكا في جيبه، على قدر ما تستطيع أقِم في نفسك
مظاهر إسلامية، لكن لا قيمة لكل هذه المظاهر، ضع مصحفا في سيارتك، اكتب: ﴿ إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًاً مُبِيناً ﴾
في المحل التجاري، افعل ما تريد، و: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾، في عيادة الطبيب، وهو لا يستقيم على أمر الله، يبتز المرضى، الذي سحقنا المظاهر، الذي سحقنا المظاهر الفارغة.
(( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ ))
[ متفق عليه]
أيها الإخوة الكرام، حينما تعرف أسماء الله الحسنى تعد للمليار قبل
أن تعصيه، قبل أن تأكل مالاً حراماً، قبل أن تغشّ المسلمين، قبل أن تبيع
بضاعة فاسدة، يمكن أن يكون الدواء ثمنه ألف ومئتان، وفي غفلة منك مضى وقت
صلاحيته، تحكه بالشفرة، يأتي طفل فتبيعه الدواء، لقد ألغيت صلاتك وصيامك،
وحجك وزكاتك، لأنك بنيت ربحك على مضرة إنسان.
أيها الإخوة الكرام، الدين ليس في هذا المسجد، في أعمالكم، في
بيوتكم، في الأسواق، في العيادة، في المكتب الهندسي، في مكتب المحاماة،
الدين هناك، حينما تقف عند الحدود، وحينما تخشى ربك المعبود، وحينما
تستقيم على أمرك، بأيّ مظهر كنت فأنت مقبول عند الله، بأية طريقة كنت أنت
مقبول عند الله، وتعلُّقُ المسلمين بالمظاهر أوردهم المهالك.
أيها الإخوة الكرام، أول أثر من آثار الإيمان بأسماء الله الحسنى
تعظيم الله، ومع التعظيم الخشية، لذلك قد تكون في المركبة، وفي المركبة
عدّادان: عداد السرعة وعداد حركة المحرك، أحياناً العقارب تتحرك معاً، أنا
أقول لكم: عقرب الخوف من الله والخشية منه يرافقه الاستقامة على أمر الله،
وكلما عظمته كلما ازددت طاعة له، لا تمتحن إيمانك بأنك تقر بأن لا إله إلا
الله، امتحن إيمانك بطاعتك لله، الإيمان الذي لا يحملك على طاعة الله
إيمان إبليسي لا يقدم ولا يؤخر، ماذا نفعل بهذا الحديث الصحيح ؟
((... وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ ))
[ أبو داود عن ابن عباس ]
عمرة رمضان فيها أربع ملايين مسلم، والحديث:
((... وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ ))
أعطني مؤمناً وقّافاً عند حدود الله، وخذ نصراً مؤكداً، الله عز وجل
لا يتخلى عنا، لكن النصر له أسباب، وما لم ندفع ثمن النصر فلا يمكن أن نرى
نصراً، هذا الأثر الأول تعظيم الله عز وجل، الله عظيم عندك، فلا تعصه، لا
تأكل المال الحرام:
(( ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام ))
[ ورد في الأثر ]
الأثر الثاني: تعظيم القربات إلى الله وتعظيم المؤمنين:
من تعظيم الله تعظيم القربات إليه، أن يتاح لك عمل صالح ترفض أيّ
موعد آخر من أجله، عندك درس علم، عندك خدمة، عندك صلة رحم، عندك دعوة إلى
الله، هذه مقدَّمة على كل النشاطات، تعظمه، وتعظم القربة إليه، تعظمه
وتعظم العمل الصالح، وقد تعظم حاجباً في دائرة مستقيماً مؤمناً، وقد لا
تكترث بأعلى مرتبة في الدائرة إن لم تكن مستقيما.
من لوازم تعظيم الله أن تعظم المؤمنين، لا أن تتهمهم بالغباء والفقر،
والتخلف، وهؤلاء الذين يقترفون المعاصي والآثام يتبادلون الزوجات، يقرون
المثلية الجنسية، هؤلاء تراهم أناسا أذكياء كبراء متبحرين في العلوم،
متمكنين من الصناعة والتجارة، يجب أن يكون ولاءك لله، الولاء والبراء ركن
سادس من أركان الدين، أن توالي المؤمنين، ولو كانوا ضعافاً فقراء، وأن
تتبرأ من الآخر غير المؤمن، ولو كان قوياً وغنياً.
أيها الإخوة الكرام، الطاعة مرتبطة بالتعظيم، والتعظيم مرتبط بمعرفة أسماء الله الحسنى، وشيء مبذول.
من لوازم معرفة الله أنك لا تعظم المخلوقين غير الملتزمين، وحينما
تعظم إنساناً تراه قوياً، فتعصي الله إرضاء له فأنت لا تعرف الله أبداً،
وحينما تعصي الله من أجل زوجتك فأنت لا تعرف الله أبداً، وحينما تعظم
ربحاً كبيراً من غش المسلمين فأنت لا تعرف الله أبداً.
صدقوا أيها الإخوة، ولا أبالغ، أحياناً أرى مسلما يرتكب عملا كبيرا،
وهو عند الله عظيم، أقول: والله ما عرف الله ولا واحدا بالمليار، لو عرفه
لاستقام على أمره، لو عرفه لكان وقافاً عند حدوده، أن يراك حيث أمرك، وأن
يفتقدك حيث نهاك، وأحياناً تكرم إنسانا تكريما غير معقول، ويرتكب المعاصي
جهاراً بعمل فني، وأنت تكرمه تكريما غير معقول، هذا التكريم على ماذا يدل
؟ على أن مبادئ الدين لا قيمة لها عندك.
أيها الإخوة الكرام، لا أقول: الاستهانة بالمخلوقين، لا أقصد
احتقارهم، ولكن أقصد إذا دعوك إلى معصية أن لا تعبأ بهم، لا برضاهم، ولا
بغضبهم، قال تعالى:
﴿ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا
خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ
خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾
( سورة طه)
حينما تعرف الله فلا تعصي ربك من أجل مخلوق، كائناً من كان، لا
تتضعضع أمام قوي، ولا أمام غني، ومن تضعضع أمام غني ذهب ثلثا دينه، ويقاس
عليه من تضعضع أمام قوي ذهب ثلثا دينه.
﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ
عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا
أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾
( سورة طه )
﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾
( سورة الشعراء )
﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾
( سورة الأنبياء )
القصص كثيرة جداً:
تعرفون مَن الحَجّاج، أحد التابعين في عهده قام بواجب البيان، فبين،
فغضب الحجاج، وقال لجلسائه: والله يا جبناء لأروينكم مِن دمه، أمر بقتله
بكلمة لا تحتاج إلى محكمة، ولا محامي دفاع، ولا محامي إثبات، فاستدعي
للقتل، وجيء بالسياف، ومد النطع، لما دخل الحسن البصري على الحجاج رأى
السياف واقفًا، والنطع ممدودا، ففهِم كل شيء، أنه مقتول، حرك شفتيه، وما
فهم أحد ماذا قال، فإذا بالحجاج يقف له ويقول: أهلاً بأبي سعيد، أنت سيد
العلماء، وما زال يقربه من مجلسه حتى أجلسه على سريره واستفتاه، وأكرمه،
وعطره، وضيفه، وشيعه إلى باب القصر، السياف صُعق، لماذا جيء به ؟! جيء به
ليقتله، صُعق الحاجب، وتبعه، وقال له: يا أبا سعيد، ماذا قلت ؟ قال له:
قلت: يا ملاذي عند كربتي، يا مؤنسي في وحشتي، اجعل نقمته علي برداً
وسلاماً، كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم.
أيها الإخوة الكرام، كلمتان، والله لو رددت هاتين الكلمتين مليار مرة
لا أرتوي منهما، الله كبير، وما مِن إلهٍ إلا الله، فهمكم كفاية، ما مِن
إلهٍ إلا الله، ثم يقال لك: استعمار، صهيونية عالمية، الموساد، ما مِن
إلهٍ إلا الله، والطريق إلى الصلح معه سالك، وهو ينتظرنا.
((
لو يعلم المعرضون انتظاري لهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم من
حبي، ولماتوا شوقاً إلى، هذه إرادتي بالمعرضين، فكيف بالمقبلين ))
[ ورد في الأثر ]
الذي قال أنا ربكم الأعلى فرعون، الذي قال:
﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾
( سورة القصص: 38)
ماذا قال الله لموسى وأخيه هارون:
﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً ﴾
( سورة طه )
ناجى أحدُهم ربه، وقال: يا رب، إذا كانت هذه رحمتك بمن قال: أنا ربكم
الأعلى، فكيف رحمتك بمن قال: سبحان ربي الأعلى ؟ وإذا كانت رحمتك بمن قال:﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾
( سورة القصص: 38)
فكيف رحمتك بمن قال: لا إله إلا الله ؟ الله ينتظرنا، والأمر بيدنا،
ونصرنا بينا، وصلاحنا بيدنا، والكرة في ملعبنا، أما أن تتمنى على الله
الأماني فإن الأماني بضائع الحمقى، فمن أراد الآخرة سعى لها سعيها، اللهم
انصرنا على أنفسنا حتى ننتصر لك، حتى نستحق أن تنصرنا على أعدائنا.
من نتائج معرفة أسماء الله الحسنى أن الله عز وجل عظيم جداً عندك،
وكلما عظمت الذات الإلهية عندك خضعت له، ومقياس إيمانك خضوعك لله عز وجل،
وأحياناً يتاح لك أن تأكل مليارات، ولست مداناً على وجه الأرض، لكن المؤمن
والله لا يستطيع أن يأكل قرشاً واحداً، والنبي عليه الصلاة والسلام وجد
تمرة على السرير في غرفته، قال: يا عائشة، والله لولا أن أخشى أن تكون هذه
التمرة من تمر الصدقة لأكلتها، يبدو أنه اشتهاها، تمرة، لكنه خشي أن تكون
من تمر الصدقة، هكذا كان ورع النبي عليه الصلاة والسلام، لذلك ركعتان من
ورع خير من ألف ركعة من مخلط.
(( من لم يكن له ورع يحجزه عن معصية اللّه إذا خلا بها لم يعبأ اللّه بسائر عمله شيئاً ))
[ رواه الديلمي عن أنس ]
إذا عرفت أسماء الله الحسنى يكون الله عندك عظيماً، وإذا عرفت أسماء
الله الحسنى يكون المخلوق عندك صغيراً، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
قال الحجاج لسعيد بن جبير: أنا سأقتلك، قال: والله لو علمت أن حياتي
بيدك لعبدتك، لكن حياتي ليست بيدك، بيد الله، ولو قتلتني أنا أموت في
الوقت الذي أراده الله.
يجب أن تؤمن أن الله قطع العباد عن الأرزاق والأعمار، لذلك كلمة الحق لا تقطع رزقاً، ولا تقرب أجلاً، قال تعالى:
﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾
( سورة الحجر )
لا تأخذك في الله لومة لائم، من أين تأتيك الشجاعة ؟ من التوحيد، ومن
معرفة أسماء الله الحسنى، من أين يأتي الجبن والنفاق ؟ من ضعف التوحيد،
ومن ضعف معرفتك بأسماء الله الحسنى.
الأثر الثالث: التوبةُ:
شيء آخر، معرفة أسماء الله الحسنى من نتائجها التوبة، لأن الله عز
وجل ما أمرنا أن نتوب إليه إلا ليتوب علينا، لأنه رحيم بنا، وما أمرنا أن
نستغفره إلا ليغفر لنا، وما أمرنا أن ندعوه إلا ليجيب لنا، معك دعاء وتحزن
؟ معك أقوى سلاح في الكون، الدعاء سلاح المؤمن، معك الدعاء وتحزن ؟
للتقريب: هل يمكن لجندي غرٍّ التحق بثكنة، وعريف هذا الجندي والده
قائد الجيش، فلما هدده هذا العريف صار يبكي، هذا أحمق، حينما تؤمن أن أمرك
بيد الله، وما سلّمك إلى أحد، ولو سلّمك إلى أحد كيف تعبده ؟ تقول: يا رب،
أنا مضطر أن أعبد غيرك الذي سلمت أمري إليه:
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
( سورة هود)
أمرك بيده، صحتك بيده، زوجتك بيده،
رزقك بيده، أولادك بيده، مكانتك بيده، راحتك النفسية بيده، الرضى الذي
ترضى به بيديه، أمنك بيده، خوفك بيده، لذلك أكبر ثمرة أو أكبر نتيجة سيئة
للشرك:
﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ﴾
( سورة آل عمران الآية: 151 )
حينما تشرك يمتلأ القلب خوفاً فتنافق، تكذب، وتفعل كل المعاصي بدافع من خوفك الشديد، والخوف بسبب عدم معرفتك بالله عز وجل.
أيها
الإخوة الكرام، وحينما تعرف الله تعرف أسماء الله الحسنى تدعو إليه، ولا
تأخذك في الله لومة لائم، لا تجامل، لا تنافق، لا تقول: لا علاقة لي، لا
تقول: أسلم لي ألا أدعو إلى الله، ترى أن الله معك، وأن الله بيده كل شيء:
﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾
( سورة الزخرف )
مرة ثانية ما من إله إلا الله، والله كبير.
أَحَبَّ راكب سيارة أن يبرز مهارته بالقيادة ، وفي الطريق جرو صغير
على طريق المطار في أيام الشتاء، الطريق المعبد أدفأ من التراب، لونه أسود
فيمتص الحرارة، فهذا الجرو الصغير جالس على طرف الطريق ويداه خرجت عن حجم
جسمه بخمسة سنتمترات، فاستطاع هذا السائق الماهر أن يقص يديه فقط دون أن
يقتله، وأطلق ضحكة هسترية، كان إلى جانبه رجلٌ أعرفه معرفة جيدة، وحدثني
عن هذه القصة بأنه رآها بنفسه، قال: في يوم السبت المُوالي في هذا المكان
أصاب العجلة عطب، فبدلها، في أثناء التبديل فسدت الرافعة، ووقعت العجلة
بعد أن فكها من السيارة على رسغيه، والمركبة فوق العجلة، فهرست رسغاه،
ذهبوا به إلى المستشفى فاضطروا لقطع يديه، يقسم بالله العظيم إنه بعد
أسبوع فقَدَ يديه.
الله كبير، لسبب تافه يجعل الله الحياة جحيماً لا يطاق، ما مِن إلهٍ
إلا الله، هذا التوحيد، وعدّ للمليار قبل أن تعصي الله، قبل أن تقتل
حيوانا بغير ذنب، قبل أن تأكل مالاً حراماً، قبل أن تغش مسلماً.
هناك سائق سيارة حديثة، لكنه جاهل بميكانيكها، فيها خطأ بسيط يحل في
خمس دقائق، أوهم المصلح صاحبها أن بها خللاً خطيراً يحتاج إصلاحها إلى
أيام ثلاثة، وطلب منه عشرة آلاف ليرة، وهي تصلح تصلَّح في ثانية، قال لي
جاره: أول يوم أخذ بها أهله إلى مصيف جميل، واليوم الثاني ذهب إلى طريق
المطار، واليوم الثالث إلى مكان آخر، أصلحها في دقائق، واستخدمها أياماً
ثلاثة، فعاتبه جاره، قال له: معقول ؟ قال له: هكذا الشغل، أنت لا تفهم،
يقسم لي بالله العظيم إنه بعد أيام دخلت نثرة من فولاذ في عين ابنه كلّفته
عمليه نزعها ثلاثين ألفًا، الله كبير، فإياك أن تغلط مع الله.
سيدنا ابن عمر حينما التقى راعياً قال له: بعني هذه الشاة، وخذ
ثمنها، قال له الراعي: ليست لي، يقول: قل لصاحبها: ماتت، أو أكلها الذئب،
يقول الراعي: ليست لي، يقول له: خذ ثمنها، يقول له الراعي: والله إنني لفي
أشد الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها: ماتت، أو أكلها الذئب لصدقني،
فإني عنده صادق أمين، ولكن أين الله ؟
هذا الراعي لا عنده إنترنت، ولا عنده فضائيات، ولا عنده مكتبة ضخمة
من الأرض إلى السقف، ما عنده هذا، وضع يده على جوهر الدين، والذي يستطيع
أن يتكلم عشر ساعات من دون تحضير، وله معصية جاهل عند الله عز وجل، يستطيع
أن يتكلم عشر ساعات، طليق اللسان، عندك معلومات غزيرة جداً، إذا ما كنت
مستقيما فهذا الراعي أعلم عند الله منك، لذلك احفظوا هذا النص: كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى به جهلاً أن يعصيه.
لو فرضنا منصبا دينيا رفيعا جداً، وهناك حاجب أمّيٌّ لا يقرأ ولا
يكتب، وجاءت امرأة إلى صاحب هذا المنصب الرفيع، وملأ عينيه من محاسنها،
وهذا الحاجب غض بصره عنها، لكنه أميّ، من هو العالم عند الله ؟ هذا
الحاجب، مقاييس الله غير مقاييسنا، مقاييسنا دكتوراه، وشهادات، ومؤتمرات،
ومظاهر صارخة، هذه مقاييس البشر، لكن مقاييس خالق البشر شيء آخر.
الأثر الرابع: الدعوة إلى الله وعدم خشية الناس:
أيها الإخوة الكرام، الثمرة الرابعة: أنْ تدعو إلى الله، ولا تخشى إلا الله.
الأثر الخامس: مراقبة الله عز وجل:
الثمرة الخامسة مراقبة الله عز وجل، الله سميع، كلامك يسمعه، تقول كل
يوم، سبعا وعشرين مرة تقريباً: سمع الله لمن حمده، الله سميع، ما تكلمتَ،
تحركت فهو بصير، لا تحركت، ولا تكلمتَ، ضمرت في نفسك شيئا الله به عليم،
فهو سبحانه سميع بصير عليم.
معرفة أسماء الله الحسنى تدعوك إلى مراقبة الله، تدعوك إلى تعظيم
الله، فتطيعه، تدعوك إلى تعظيم أمره فتأتمر به، تدعوك إلى عدم تعظيم مخلوق
يأمرك بمعصية، فإذا أمرك مخلوق بطاعة فعلى العين والرأس، تدعوك إلى عدم
تعظيم مخلوق يأمرك بمعصية.
والشيء الرابع: أنك تدعو إلى الله.
والشيء الخامس: أنك تراقب الله عز وجل، لذلك معرفة أسماء الله الحسنى أحد أكبر أجزاء العقيدة التي ينبغي أن تكون سليمة عندك.
أيها الإخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم
قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى
غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت،
والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب
العالمين.
* * *
الخطبة الثانية
الحمد لله رب
العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً
عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله رب
العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً
عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين.
ملخص الخطبة : لا يرجو عبد إلا ربه ، ولا يخافن إلا ذنبه
أيها الإخوة الكرام، ملخص هذه الخطبة:
(( لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه ))
[ مسند الفردوس عن علي بن أبي طالب ]
هناك شيء واحد مخيف، هو الذنب، وهناك رجاء بجهة واحدة، الله عز وجل، (( لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه ))
الدعاء
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت،
وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا
يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت،
ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال
لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا
أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي
فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا
من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم
اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك
ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، وأذل الشرك
والمشركين، خذ بيد ولاة المسلمين لما تحب وترضى يا رب العالمين، إنك على
ما تشاء قدير، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، لا تأخذنا
بالسنين، ولا تعاملنا بفعل المسيئين يا رب العالمين، اللهم اسقنا الغيث،
ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين،
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أعل كلمة الحق والدين،
وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، دمر أعداءك أعداء
الدين اجعل تدميرهم في تدبيرهم، اجعل الدائرة تدور عليهم يا رب العالمين،
انصر عبادك المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي شمالها وجنوبها، إنك
على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.
والحمد لله رب العالمين
خادم الصالحين- عضو راقي
- عدد المساهمات : 1064
نقاط : 3198
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 23/01/2012
مواضيع مماثلة
» القلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله ولا يحكم غير شرع الله، ولا يعبد إلا الله
» السيدة خديجة أم المؤمنين رضى الله عنها أولى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم
» السيدة أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» السيدة زينب المخزومية ام المؤمنين رضى الله عنها و ام المساكين وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» السيدة ماريه القبطيه ام المؤمنين رضى الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسبها
» السيدة خديجة أم المؤمنين رضى الله عنها أولى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم
» السيدة أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» السيدة زينب المخزومية ام المؤمنين رضى الله عنها و ام المساكين وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» السيدة ماريه القبطيه ام المؤمنين رضى الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسبها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 05, 2017 8:59 pm من طرف خادم الصالحين
» الحقيقة عدل الراعي في رعيته من أعظم القربات
الأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:38 pm من طرف خادم الصالحين
» الغضب إياك أن تتخذ قراراً وأنت غاضب
الأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:36 pm من طرف خادم الصالحين
» ليس بين العبد وربِّه وسيط
الأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:31 pm من طرف خادم الصالحين
» السعادة الدائمة والسعادة المؤقتة
الأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:29 pm من طرف خادم الصالحين
» شروط استجابة الدعاء
الأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:28 pm من طرف خادم الصالحين
» السعادة والشقاء مصدرها القلب
الأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:24 pm من طرف خادم الصالحين
» أكبر عقاب يصيب الإنسان في الدنيا
الأربعاء نوفمبر 01, 2017 9:21 pm من طرف خادم الصالحين
» لعقيدة الاسلامية - اسماء الله الحسنى - : اسم الله القريب
الأحد أكتوبر 29, 2017 10:16 pm من طرف خادم الصالحين
» شوفو شغلي الجديد
السبت أكتوبر 28, 2017 12:36 am من طرف عقبة